ثقافة افتتاح المركز الثقافي الجبلي على سفح جبل سمامة يوم السبت 21 جوان: أول مركز ثقافي جبلي في الوطن العربي
نشر في 09 جوان 2014 (17:38)
لئن أصبحت جبال القصرين في الفترة الفارطة مصدر أخبار دموية، فإن جمعية الهضاب ظلت تبعث منذ ثلاث سنوات ببلاغات تتحدث عن عمل ثقافي ميداني يذكر بالروح الأصلية لهذه الجبال التي يعشق أهاليها الحياة والسمر والفرح. وتتوج جمعية الهضاب هذه االفترة بافتتاح المركز الثقافي الجبلي يوم السبت 21 جوان في ريف فيض المثنان على سفح جبل سمامة.
وانطلق فريق من مبدعي هذا الريف الكبير منذ اكثر من سنتين في الاعداد لهذا الحدث و ذلك من خلال بعث ورشات عمل فني تنوعت من المسرح الى الرقص و الموسيقى والفنون التشكيلية وتنوعت التظاهرات التجريبية منها والقارة فكان مهرجان الاكليل الذي يتزامن مع موسم جني الاكليل وايام الجبل المسرحية وتظاهرة الجبل يغني.. كما بعث الفريق بنواة للمغنين الرحل "التروبادور" وفريق شبابي للهيب هوب يحمل اسم "غار بويز" (شباب المغارة).
مشروع المركز الثقافي الجبلي يقدم مقاربة ثقافية ريفية واقعية نجحت فقراتها على الميدان ومن اهم محطاتها "عيد الرعاة" الذي ادرك هذه السنة دورته الثالثة ومثل حدثا ثقافيا مميزا استمد جذوره من روح الجهة ذات الجبال البكر.
كانت تجربة بعث هذا المركز متانية وياتي يوم الافتتاح واعدا بمسيرة اكثر توفيقا لفضاء هو الأول من نوعه في بلادنا بل في العالم العربي اذ ظلت المناطق الجبلية والريفية القصية محرومة من فضاء ثقافي يؤطر مبدعيها وينشط لياليها وما أحوج مبدعي الجبال الى فضاء كهذا.
بعد ان نضج التصور حان وقت البحث عن فضاء وقد اهدى الجامعي عبد القادر الميساوي ابن جبل سمامة داره علي سفح الجبل مقرا للمركز وتعهد بتطوير الفضاء الذي يجد ايضا دعما لوجستيا من الفنانة صديقة كسكاس صاحبة التجربة الثرية في العمل الابداعي.
نجاح تجربة المركز الثقافي الجبل ستجعل منها مشروعا نموذجيا صاغه أبناء الريف حسب احتياجاتهم الثقافية و تبعا لتصوراتهم ولم لا إعادة التجربة في أرياف تونسية أخرى لتشجيع بوادر فعل ثقافي في عمق الريف التونسي الذي استثنته البرامج الثقافية فاستفرد به الفقر و الإرهاب.
يساند المركز الثقافي الجبلي مثقفون تونسيون مثل صديقة كسكاس والفنان علي بالنور والفنان احمد السنوسي وزينب فرحات وسيحضرون أمسية الافتتاح التي ستتخللها فقرات فنية ومعارض فوتوغرافية حول مراحل إعداد هذا المركز وتكريم للخلية الإعلامية بالقصرين وسيقضي الضيوف ليلتهم في ريف فيض المثنان في ضيافة السكان على سفح جبل سمامة.
